کد مطلب:240906
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:148
ان خیرا فخیر، و إن شرا فشر
روی الكلینی بسنده إلی محمد بن عرفة قال: لی الرضا علیه السلام:
«ویحك یا ابن عرفة: العملوا الغیر ریاء و لاسمعة؛ فإنه من عمل لغیر الله و كله الله إلی ما عمل، و یحك ما عمل أحد عملا إلا رداه الله إن خیرا فخیر، و إن شرا فشر». [1] .
قوله علیه السلام: «رداه الله» أی جعل عمله كالرداء إما رداء خیر جمیل إن كان عمله كذلك أو رداء شر إن لم یكن إلا شرا و هو المثل المعروف: «كما تدین تدان» [2] و المثل الرضوی قد ذكره المیدانی قال: (الناس مجزیون بأعمالهم: إن خیرا فخیر، و إن شرا فشر).
أی: إن عملوا خیرا یجزون خیرا، و إن عملوا شرا یجزون شرا. [3] .
و كلام الله جل جلاله: «فمن یعمل مثقال ذرة خیرا یره - و من یعمل مثقال ذرة شرا یره» [4] أجمع للمقصود، و أدل و أشمل؛ لأن النبی صلی الله علیه و آله كان یسمیها الجامعة [5] و هی أحكم آیة فی القرآن و فیها بیان مقدار العمل أقل مایأتیه العامل یری جزاءه من خیر أو شر، و الذرة هی الهباء الذی یظهر فی الكوة من أثر الشمس و قیل: النملة الصغیرة التی لاتكاد تری لاثقل لها، و یقال إن المائة منهازنة حبة شعیر أوجزء من أجزاء الهباء كما تقدم. [6] .
أما إخلاص العمل فهو مقام المخلصین (بالفتح) و هم المعصومون (و كسر اللام
[ صفحه 113]
من سائر المؤمنین، قال امیرالمؤمنین علیه السلام: «الدنیا كلها جهل إلا مواضع العلم، و العلم كله حجة إلا ما عمل به، و العمل كله ریاء إلا ما كان مخلصا، و الإخلاص علی خطر حتی ینظر العبد ما یختم له». [7] و فی صادقی: «إنه قال لعباد بن كثیر البصری فی المسجد: و یلك یا عباد إیاك و الریاء؛ فإنه من عمل لغیر الله و كله الله إلی من عمل له».
لو لم یمتلك القلب [8] حب الله عزوجل لما أمكن الإخلاص الحقیقی و من هنا تجد المعصوم علیه السلام لایتأتی منه إلا العمل الخالص و كیف لاولسان حاله یقول: إلهی من ذا الذی ذاق حلاوة محبتك فرام منك بدلا، و من ذا الذی أنس بقربك فابتغی عنك حولا فلا تقطعنی عنك و لاتبعدنی منك یانعیمی و جنتی، و یا دنیای و آخرتی.
[ صفحه 114]
[1] اصول الكافي 294:2 ورواه الشيخ الحر بلفظ «إن خيرا فخيرا، و إن شرا فشرا» الوسائل 48:1؛ باب 11 من أبواب مقدمة العبادات، رقم الحديث 8 و كلا اللفظين صحيح.
[2] المستقصي 232 - 231/2، الجمهرة علي هامش مجمع الأمثال 155 - 154/2، الأمثال المستخرجة من نهج البلاغة، رقم المثل 116.
[3] مجمع الأمثال 341:2، حرف النون.
[4] الزلزلة: 8 - 7.
[5] تفسير الصافي 841:2.
[6] مجمع البحرين في (ذرر).
[7] التوحيد 371.
[8] أصول الكافي 293:2.